العتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بعيد الله الأكبر

تعطرت أجواء الصحن الكاظمي الشريف بالفرح والسرور ابتهاجاً بيوم التتويج الإلهي لوصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام), بمشاركة الحشود الإيمانية الموالية التي جاءت لتؤكد انتماءها ولتجدد ولاءها لإمامها في عيد الغدير الأغر, حيث دأبت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة على إحياء هذه الذكرى المباركة بإقامة حفلاً بهيجاً, حضره الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د (جمال الدباغ) وأعضاء مجلس إدارتها وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية والسياسية التي جاءت لتتشرَّف بإحياء هذه المناسبة المباركة. وأستهل الحفل بتلاوة أيٍ من الذكر الحكيم عطر بها القارئ(علي فلاح خشان) أسماع الحاضرين تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بهذه المناسبة الميمونة ألقاها أمينها العام أ.د(جمال الدباغ) هنأ في مطلعها إمامَي الجود والبركة والرحمة كاظم الغيظ موسى والجواد محمد (عليهما السلام) والإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) ومراجعنا العظام والعالم الإسلامي كافة, وأضاف قائلاً :( إننا نُدين أنفسنا حين نتحدث عن الإمام علي (عليه السلام) ونستذكر مناقبه وفضائله ولا نحذو حذوه, فنحن كمن يتوجه إلى صلاة الفريضة بغير وضوء وعلى غير طهارة! فحبُّ علي (عليه السلام) وولايته الحقة تحتّم علينا الطهارةَ الحقيقية والنقاء والصفاء الروحي الحقيقي.. ولايته (عليه السلام) تدعونا إلى أن نطهرَّ أنفسنا, وان نتجلبب بجلباب التقوى وننزع عنّا جلباب العظمة والكبرياء والرياء.. وأن نتعلم منه كيف تكون التقوى وكيف يكون الإيمان الحقيقي, أن نفشي المحبة والتسامح فيما بيننا, أن نحفظ حقوق وكرامة الآخرين ونصون ذمارهم, وان نتحلى بمكارم الأخلاق, أن نحقق العدالة في كل شيء ونتعلم الإيثار كما عرفه علي (عليه السلام), وان نعطف على مساكين الناس وفقرائهم وأيتامهم, أن ننزل من بروجنا العاجية لنعيش هموم الأبرياء والضعفاء والأرامل واليتامى, ونبني مجتمعاً مسلماً ونعدّ أبناءً صالحين. لقد انتصر الإمام علي (عليه السلام) على أعدائه بالأمس وأعلن التاريخ هزيمتهم على مرّ العصور وما زال ينتصر ويتهاوى مبغضوه ومناوؤه بقلاعهم وحصونهم وقلوبهم المريضة, وعلينا ان نتسلح كما تسلح (عليه السلام) بسلاح التقوى لنبقى في عز وكرامة, وسنكون ممهدين لدولة حفيده القائم (عجل الله فرجه) بعد مراجعة النفس وبناء الذات بناءً حقيقياً, اللهم إننا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله), بعدها ارتقى المنصة سماحة الشيخ (منير الكاظمي) وألقى محاضرة بهذه المناسبة تحدث فيها عن أهمية الحدث الكبير الذي وقع في السنة العاشرة للهجرة عندما أمَّ الرسول الأكرم بالأنصار والمهاجرين بعد إتمامه مناسك حجة الوداع وتبليغه بالأمر الإلهي ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولياً على كل مسلم ومسلمة حينها قال صلى الله عليه وآله: (من كنت مولاه فعلي مولاه), كما أشار في حديثه إلى الخصائص والصفات الفذة التي تميزت بها شخصية أمير المؤمنين (عليه السلام) وسيرته المباركة وإيمانه العميق وجهاده منذ صدر الإسلام وحتى آخر عمره, وعدالته الأصيلة التي لا يختلف بشأنها المسلمون وغيرهم, وعن علو شأنه ومنزلته السامية عند الفرق الإسلامية كافة. ثم ألقى الشاعر(عامر عزيز الانباري) في هذا الحفل المبارك قصيدة ولائية من الشعر القريض أشاد بعلم أمير المؤمنين وشجاعته وفيض أخلاقه العظيمة وسجاياه النبيلة ومنها هذه الأبيات : هَتَفَتْ بُحبّكَ (ياعلي) *** جوارحي ودمي وَثَغْري وَسَكَنْتَ تَحتَ أضالعي *** لا فوق أضلاعي وَصَدري حُبُ بدا من مَوْلدي *** وَيَسيرُ يتْبَعُني لقَبري وكان لفرقة الجوادين للإنشاد الديني مشاركة جميلة بالموشحات الإسلامية صدحت بها حناجرهم ولاءً وحبا لأمير المؤمنين والأئمة الأطهار من ذريته(عليهم السلام), وتألق الشاعر الحسيني السيد (نبيل أبو العيس ) بقصيدة غديرية رائعة من الشعر الشعبي, كما تخلل الحفل الأهازيج والردات التي أضفت روح الفرح والسرور والبهجة في نفوس المؤمنين من زائري الإمامين الجوادين(عليهما السلام) أجاد فيها كل من الرادود (حيدر الصغير, وكرار الكاظمي , ومعتز الكاظمي) ترنَّمت بالحب والولاء للرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) والعترة الطاهرة(عليهم السلام), كما تخلل الحفل فقرة الأسئلة والأجوبة الخاصة بالمناسبة وتم توزيع الهدايا على الفائزين, وكان لعريف الحفل الأستاذ(سامر الانباري) الدور البارز في إنجاح الحفل وتنسيق فقراته. كما نظمت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة مسيرة ولائية حاشدة تخللت الحفل المبارك شارك فيها موكب خَدَمة الإمامين الجوادين(عليهما السلام) مجددين العهد والولاء لوصي رسول الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) بأهازيج صدحت بها حناجر المشاركين التي أشادت بفضائل ومناقب وسيرة صاحب الذكرى ودوره الرسالي في قيادته للأمة الإسلامية.