العتبة الكاظمية المقدَّسة تحيي ولادة الإمام علي بن موسى الرضا - عليه السلام

وسط أجواء مفعمة بالإيمان والفرح والسرور, وقلوب تنبض بالولاء لآل بيت النبوَّة(عليهم السلام), أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلاً بهيجاً تيمناً بالذكرى العطرة لولادة النور المحمَّدي الثامن الإمام المرتجى علي بن موسى الرضا(عليه السلام), حيث أقيم في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د (جمال الدباغ) وأعضاء الهيئة الإدارية للعتبة المقدسة وجمع غفير من زائري الإمامين الجوادين(عليهما السلام) وعدد من الشخصيات الدينية والإجتماعية والسياسية التي جاءت لتتشرَّف بإحياء هذه المناسبة المباركة. واستهل الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم عطَّر بها القارئ السيد (عبد الكريم قاسم) أسماع الحاضرين, بعدها ألقى أ.د (جمال الدباغ) كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وهنأ في مقدَّمتها الرسول الأعظم وآله الأطهار والعالم الإسلامي والمراجع العظام وأضاف قائلاً:( لقد عاصر الإمام الرضا(عليه السلام), أخطر مرحلةٍ من مراحل الإمتداد السماوي للرسالة المحمَّدية الخالدة والتي نهض بها جدَّه الإمام الصادق (عليه السلام) وهو يشق طريقه وسط حقبتي الإنهيار الأموي والظهور العباسي الذي كان يتوكأ على أكتاف المنادين بالرضى من آل محمد , فكان انشغال الإمام بمصير الرسالة والأمة المسلمة بعيدا عن ترهات السياسة وأطماع الملك والسلطان والذي كان الشغل الشاغل لسواه وليس له وهو إمام الأمة وضميرها النابض, وكذلك كان ولده الإمام موسى (عليه السلام) من بعده . فانطلق من قاعدة صلبة وأسس انطلق الإمام الرضا (عليه السلام) من قاعدة صلبة وأسس متينة حظي خلالها بولاء الأمة المسلمة وأصبح الملاذ الآمن لها من ظلم الظالمين ومنارها وفنارها في ظلمات الدهر و غياهبه. فهنا أن نتوقَّف وننظر بنظرة الفاحص المتبصِّر لاستقاء العبر والدروس من مرحلة إمام معصوم يحمل أعباء الرسالة وهموم الأمة ومصيرها وكيف انطلق من محور نقطة الصراع بكل ما أوتي من قوى خارقة و براهين عظيمة و حكم بالغة و علم جمّ ليتحرر من دائرة الدهاء السياسي الذي يتزعَّمه المأمون, وتحرَّك بعنفوان الإمامة وإعجازها وبقوى غيبية خاطفة ليلتف حول مكائد الكائدين ليكون صانعا لمرحلة جديدة وخطيرة من مراحل الإمامة الاثني عشر..) . بعدها ارتقى منبر الحفل سماحة الشيخ(مكي شطيط الطائي) الذي أفاض في حديثه عن فضائل وأخلاق وسيرة صاحب الذكرى الإمام الرضا (عليه السلام), وأردف قائلاً : فالحديث عن الإمام هو حديث عن أهل البيت(عليهم السلام), فهذه الشخصية العظيمة فرض الله مودتها وطاعتها, وقال الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام): سمعت أبي جعفر بن محمد (عليه السلام) غير مرة يقول لي إنَّ عالم آل محمد لفي صلبك، وليتني أدركته فإنه سمي أمير المؤمنين (عليه السلام), وعندما نتحدَّث عن علومه فكان جامعاً وشاملاً لشتَّى العلوم ومناظراته تشهد بذلك.. ) . وكان للشعر القريض نصيب في الحفل الميمون حيث ألقى الشاعر الأديب (مهدي جناح الكاظمي) قصيدة ولائية رائعة بعنوان من وحي السلطان ومنها هذه الأبيات: محرابِ مهدِكَ صلى فمي --------------- تباركَ مهدُكَ من مُلْهمِ فأنتَ اٌبنُ موسى وأنت الرضا ---------- كريمٌ حوى المجدَ من أكرمِ وإنك سورٌ بنـــــــــــــاهُ الإله ---------- بهِ شِرْعة المصطفى تحتمي وأنت المنارُ وأيُّ الشمـوس ------------ لقرآنِ وجْهِكَ لا تنــتمي ثم شاركت فرقة إنشاد الجوادين بهذه المناسبة بمجموعة من الموشحَّات والأناشيد الإسلامية, بعدها ألقى في حفل هذا المولد الشريف الشاعر الحسيني الحاج(رحيم أبو عليوي) قصائد من الشعر الشعبي عبَّرت عن فيض كرم الإمام الرضا (عليه السلام) ومناقبه وفضائله وسجاياه, وكان مسك الختام مع الرادود (كرار الكاظمي), الذي تغنى بحب آل بيت المصطفى صلوات الله عليهم حيث أضفى روح البهجة ورسم البسمة على شفاه الحاضرين الموالين من زائري الإمامين الجوادين(عليهما السلام) , وكان لعريف الحفل الأستاذ (جاسم العبدلي) دورٌ مميزٌ في إنجاح الحفل المبارك .