العتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بولادة بقية الله الحجة بن الحسن المهدي -عج

بزغ فجر جديد بولادة اصبحت نبراساً للتاريخ الانساني وعنواناً لكل القيم والمعاني السامية النبيلة التي تحمل في طياتها مسؤولية الرسالة المحمدية, ونحن اليوم نحتفل بهذا اليوم المبارك الذي ولد فيه منقذ البشرية الإمام الحجة ابن الحسن المهدي (عج) لنكون في عداد المنتظرين لطلعته البهية ومقدمه المبارك, وتيمنناً بهذه الذكرى العطرة أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في النصف من شعبان الأغر احتفالا بهيجا في رحاب الصحن الكاظمي الشريف, بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة وأعضاء مجلس الادارة والعديد من الشخصيات الاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الجوادين (ع). افتتح الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة المقدسة السيد(عبد الكريم قاسم) مسامع الحاضرين ثم تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام الدكتور(جمال الدباغ) استهلها بتهنئة العالم الإسلامي والمراجع العظام وأضاف :(باسم أسرة خدمة العتبة الكاظمية المقدسة نهنئكم بولادة منقذ البشرية من الظلم والجور وناشر راية الهدى في كل بقاع العالم الإمام الخاتم المهدي(عج)). وتحدث عن أهمية اللقاء في رحاب أهل البيت (ع) قائلاً:( لا يخفى عليكم إن هذا المكان وهذا الزمان يلقيان علينا جميعاً مسؤولية كبيرة اذ نحتفي من جوار الإمامين الجوادين(ع) بذكرى أمل الإنسانية لتخليصها من انواع القهر والظلم الذي نراه قد انتشر هنا وهناك, أما مسؤولية المكان فتفرض علينا احترام المقدسات والانقطاع الى الله ونشر السلام والألفة والاتصاف بمكارم الأخلاق , لأنها تلك رسالة إمامينا الكاظم والجواد(ع), أما عن صاحب العصر والزمان(عج) الذي يعيش معنا هذا الوجود وأنظاره متوجهة إلينا يرانا كيف نتعامل ونقول ونتصرف, فحري بنا أن لا يصدر منا إلا ما يدخل السرور على قلبه, ومن المهم أن نشير إلى ضرورة تعضيد انفسنا على كل عمل يقربنا إلى الإمام الحجة(عج) كالرحمة بالناس والصفح عنهم والإحسان إليهم, وتجنب إضرار الناس وان لا نحمل في صدورنا الغلة والضغينة والثأر, فإذا بقي في النفس الانسانية حجاب واحد فسيمنعه من ان ينال البركات واستجابة الدعوات, فتطهير القلب والتخلص من الحجب هو شرط من شروط اللقاء بالإمام الموعود(عج), ولانتظار ذلك اليوم نرفع اكفنا بالدعاء الى الله بتعجيل الفرج وطاعة ومحبة أهل البيت(ع) لأنها تؤدي إلى حب وطاعة الله (عز وجل)) . بعد ذلك اعتلى المنصة سماحة السيد(صفاء الفحام) حيث هنأ الحاضرين بمولد منقذ البشرية (عج ) الذي ادخره الله تعالى رحمة لعباده و تحدث عن فضائله ومناقبه الشريفة قائلاً: (هذا هو يوم الخامس عشر من شهر شعبان المعظم الذي اطل علينا بالأمل والحلم فيه نور من أنوار الله, هو النور المحمدي, المنصور المؤيد المهدي من آل محمد لطالما تحدث عنه الأئمة الأطهار(ع), وأشار في حديثه الى اهم النقاط قبيل مولده المبارك, كيف بشر الإمام الحسن العسكري(ع) بولادته واشهد بذلك عمته مولاتنا حكيمة واخبر خلص أصحابه بهذا الأمر, ثم تحدث عن بقية الله في ارضه وحجته على عباده مما يدل على عظمة الله سبحانه وتعالى في اختيار الأئمة (ع) وان التاريخ كفيل بعرض التجربة في اختيار الإمامة, وضرب سماحته مثالين عن الامامة المبكرة التي سبقت ولادته الشريفة وهي ولادة إبائه الجواد والهادي(ع), كما تطرق إلى الغيبة الصغرى بعد ما امره الله تعالى ان يصدر التوقيع الى السفير الرابع (علي بن محمد السمري) , لان الأمة اصبحت بعد ذلك ناضجة لتقبل عهد الغيبة الكبرى وتقبل عهد النيابة , وتسنم زمام المسؤولية وتصدر لها الفقهاء والعاملون المجدون والمراجع العظام حماة الدين, الذين يقودون الأمة حتى يأتي أمر بتعجيل فرجه الشريف, وأضاف مؤكداً ان امامنا المنتظر يأمرنا بالتواصل والتراحم وعدم التفرقة لان التفرقة تؤدي إلى الهلكة مستشهداً بالآيات الكريمة حتى تعود الامانة الى اصلها ويعود الامر الى محله ونسأل الله تعالى ان يجعلنا من أنصاره وأعوانه ), تلى ذلك مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين تألقت فيها حيث صدحت حناجر منشديها ولاءً وحباً لمهدي الأمة (عجل الله فرجه ). وكان للشعر نصيب في الحفل المبارك لذكرى مولد النور الإلهي العظيم، حيث ألقى الشاعر والأديب الأستاذ (رياض عبد الغني) قصيدة ولائية رائعة بعنوان(الفجر لائح) ومنها هذه الأبيات: ما لهذا الزمان إلا فتاهُ من سيطوي لجولة الظلم فصلا من ستُطوى لخطوهِ الأرضُ طّياً فارس يمتطي الفدافدَ خيلا يا ابن بنت النبي قد لاح فجرٌ في سماء الدنيا وعهدٌ أطلا وطفقنا نراك في كل حالٍ غائباً شاهداً على كلّ جلّى وكان مسك الختام ليختتم فيه حفل المولد الشريف مشاركة للشاعر المبدع(ناجي العتابي) بقصائد ولائية رائعة مَجدَّت الإمام الخلف الصالح وترنمت بذكر كرمه ومناقبه وفضائله وسجاياه, وتغنت بحب آل بيت المصطفى (ص)، حيث أضفى روح البهجة ورسم البسمة على الشفاه الحاضرين الموالين من زائري الإمامين الجوادين(ع), يذكر إن الحفل البهيج قد أدير وبشكلٍ مميزٍ من قبل الأستاذ (جاسم العبدلي).