تاريخ الكاظمية..

تبنت العتبة الكاظمية المقدسة من منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقها، إصدار وطباعة ونشر كتاب " تاريخ الكاظمية " تأليف سماحة الشيخ راضي آل ياسين "قدس سره الشريف"، وجمع وتحقيق المهندس عبد الكريم عبد الرسول الدباغ، ويعد هذا الكتاب شأنه شأن الكثير من الكتب المهمة التي طُبعت على نفقتها، لغرض نشر فكر وتراث أهل البيت "عليهم السلام"، وكذلك لزيادة الوعي والتكامل المعرفّي عند المجتمع، بالرغم أن هذا الكتاب خالٍ من المصادر وبعض التراجم بسبب ما أصابه من تلف جراء الحريق الذي تعرضت له دار الشيخ آل ياسين، إذ أكلت النار منه فصولاً كاملةً وأبقت أخرى ناقصةٍ، فضيّعت على العلم وأهله مادة غنية من هذا الكتاب، ولكن هذا الكتاب بقي من أجلّ الكُتب التي بحثت في تاريخ هذه المدينة المقدسة من حيث تمصيرها وعمرانها والسكن فيها، وهو يستحق كل الجهد والبذل من أجل ترميمه وتعويض المعلومات المفقودة منه، لأنه من الآثار المهمة، وأهميته هي من تستنهض الهمم عند كل الذين يملكون حساً مرهفاً وشعوراً عالياً بمسؤولية المحافظة على التراث من التلف والضياع ، ولذا قام الأستاذ المهندس عبد الكريم الدباغ ، بتحقيق الكتاب ورفده بالهوامش المستوعبة لمواضيعه، وبالمعلومات والتعليقات، والتحري في المصادر والمراجع، التي هي بالحقيقة نادرة وصعبة المنال والتحصيل ليظهر لنا بهذه الصورة البهية. أما ما يخص الكتاب فإنه مقسم في الأصل بحسب قول المؤلف إلى خمس صحائف والصحائف تقابل المصطلح الشائع المستعمل في هذه الأيام ( الباب)، وكل صحيفة مقسمة إلى فصول، وقد جُعِل الكتاب في جزأين، الأول يشمل الصحيفتين(البابين) الأولى والثانية، أما الجزء الثاني فيشمل الصحائف الثلاث الأخر، وقد بين الشيخ في صدر كتابه اختصاص كل صحيفة بموضوعها الخاص، فالصحيفة الأولى قد اختصت بتاريخ المدينة وأدوارها العمرانية وحوادثها وحكوماتها وحكامها، وهي مؤلفة من فصلين الفصل الأول : تناول تاريخها القديم من سنة 1350 ق م – سنة 150 هجرية، ومشتمل على تقديم معرفي لموقع مدينة الكاظمية في العصر البابلي وكذلك يشتمل على بحث في عقرقوف، وموقها في العصرين السلوقي والبرثي، وهل أن الكاظمية هي الشونيزية الصغرى، أما الفصل الثاني فقد استعرض تاريخها الحديث من سنة 150 هجرية إلى سنة 1335 هجرية، أما بخصوص الصحيفة الثانية فقد تناولت تاريخ الحرم الكاظمي الشريف، منذ مدفن الإمام الكاظم"عليه السلام"، وتضمنت الصحيفة الثالثة تراجم من دفن في المشهد الكاظمي من المشاهير منذ العصر العباسي الأول إلى وقتنا الحاضر، والصحيفة الرابعة والخامسة تضمنتا ذكر بيوتات الكاظمية القديمة والحديثة وتراجم نوابغ الكاظمية ومشاهيرها.