الكاظمية المقدسة تنادي .. حي على العزاء

شأنها شأن باقي المدن الإسلامية دأبت مدينة الكاظمية المقدسة على إقامة المجالس الدينية والمواكب العزائية في شهر محرم الحرام ، ولكونها مدينةٌ لها خصوصيتها وقداستها المستمدة من احتضانها لجسدي الإمامين الكاظمين حفيدي الإمام الحسين "عليهم السلام "، لذا فمن الطبيعي أن يكون لها السبق والصدارة في أحياء مراسم العزاء .. فقد توزعت المواكب الحسينية في معظم مناطق المدينة ونصبت سرادقها هنا وهناك .. حتى الأطفال فيها نصبوا سرادقاتهم البسيطة على مقربة من بيوتهم، وبأكفهم الصغيرة حملوا اقداح الشاي وقناني الماء يريدون أن يقدموا خدمة وبما يتلاءم وقابلياتهم الجسمانية المحدودة لزوار الجوادين "عليهم السلام"، فقد تعلموا وسمعوا من آبائهم بان خدمة الإمامين "عليهم السلام " هي شرف لا يدانيه شرف . وعلى امتداد الطرق المؤدية للمرقد الشريف "عليهم السلام "، توشحت المدينة بالسواد وبدت الحياة شبه معطلة، وأغلقت معظم المحال أبوابها، وكأن المصيبة قد حدثت للتو، وهذا هو السر في الأثر الذي خلفته واقعة الطف في نفوس المسلمين وعلى امتداد التاريخ . فحرارتها لاتبرد أبدا ولايمكن لتقادم الزمن أن يلفها في عالم النسيان . الكاظميون .. هذا هو ديدنهم، فهم يشعرون بأن المحظوظ منهم هو من يقع بيته أو محل عمله على الطرق المؤدية لمرور للزائرين حيث يتمكن من خلاله تقديم أفضل الخدمات في هذه الزيارة والزيارات الأخرى، فضلاً عن ذلك فأن إقامة الشعائر الحسينية وإحياءها ينتهي مطافها عند الصحن الكاظمي الشريف لتقديم آيات العزاء للإمامين الكاظمين إذ لها جذور متأصلة في قلوبهم وهناك اهتمام كبيرة للمحافظة على تلك الشعائر الدينية. ويذكر أن العتبة الكاظمية المقدسة قد اتخذت إجراءات تنظيمية وخدمية وأمنية ضمن خطها في أيام عاشوراء لاستقبال المواكب الحسينية المعزية.