العتبة الكاظمية المقدسة .. ترفع رايات انتصار الصبر على الأغلال

مرة أخرى يجدد الموالون والمحبون عهدهم وبيعتهم للإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" وهم يرفعون رايات الحزن والأسى التي حملت في طياتها معانٍ كظم الغيظ والصبر على الأذى في جنب الله، وتجلت فيها سيرة إمام أثرى الضمير الإنساني بالدروس والعبر والقيم الإنسانية السامية واشرقت فيها صور الحب المتجذر للموالين عبر أعماق السنين وعمق الولاء الحقيقي الذي بدى يسري بعروقهم، ليقفوا اليوم على أعتاب الوفاء ملبية النداء لمولاها المظلوم المسموم باب الحوائج "عليه السلام"، إذ شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف ليلة الجمعة 20 رجب الأصب 1437هـ، الموافق 29 نيسان 2016استبدال رايتي قبتي الإمامين الجوادين "عليهما السلام" برايات الحزن السوداء في مراسم مهيبة جرت وسط حضور والأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال عبد الرسول الدباغ ووكيل المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين، والسادة أعضاء مجلس الإدارة، وممثلي العتبات المقدسة، ونخبة السادة الأجلاء والمشايخ الفضلاء أصحاب المشروع التبليغي وعدد من الشخصيات والاجتماعية وجمع غفير من وجهاء وشيوخ مدينة الكاظمية المقدسة ومسؤولي دوائرها الأمنية والخدمية وزائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام". استهلت المراسم بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة رافع العامري أسماع الحاضرين، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بيّن فيها قائلاً: ( نستذكر استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" وتَمثُلُ أمامنا الدروس والعبرُ، التي لا مناصَ لكل عاقلٍ ومتدبرٍ أن يستعبر منها ويتخذها منهاجاً ودستوراً في حياته، ومن أهم الدروس، مسألة المواجهة بين الحق والباطل، وبين النور والظُلمة، بين دعاة الله ودعاة الشيطان والتي لم ولن تقف أبدا، فبالأمس كانت فاجعة مولانا موسى بن جعفر "عليه السلام" ولا زالت هذه الحرب مستمرة إلى يومنا الحاضر، فالظلم له جذور وأعوان كما أن للحق أنصار وحملة، ومن الضروري أن لا يرضخ أهل الحق والإصلاح للظلم والفساد طرفة عين أبدا مهما كانت التضحيات بالغة وكبيرة).