للبطولة عنوان

كل أمة تبني مجدها وتروي أرضها بدم الشهداء, خاصةً إذا كانت أمة ذات ماضٍ عريق وحاضر مشرف, أخذت من عظمائها معنى التضحية, وترجمته إلى بسالة تُبَيِّض وجه التأريخ, وصفحة جديدة في التضحية والفداء, ومن تلك الصفحات قصة كان بطلها شهيد من قوة الكاظمين "عليهما السلام", هو الشهيد السعيد محمد قاسم محمد كاظم اللامي الذي نال شرف الشهادة بتاريخ 6/4/2016 دفاعاً عن أرضه المقدسة التي ضحى لها الآباء والأجداد. وقد ذكر زميله أيمن الإمارة قصة استشهاده: هو من مواليد بغداد 1987م كان من الشجعان المتقدمين في الساتر الأمامي, وهي نقطة تماس مباشرة مع العدو, وقد ذكر لي الإخوة المجاهدون سبب شهادته في إصراره إيصال العتاد والذخيرة لزملائه, واستطاع فعلاً إيصال العتاد, ولم يهدأ فقام مباشرة رغم التعب الذي حل به ورغم إصرار زملائه المجاهدين بعدم إيصال وجبة أخرى خوفاً من أن تصيبه نيران الأعداء, ولكن هي الشهادة دعته إلى أن تخط أسمه في قائمتها, حتى سقط شهيداً في أرض المعركة وهو يؤدي واجبه بكل حرص وتفانٍ في قاطع عامرية الفلوجة - منطقة المعامرة- ومن الجدير بالذكر أن الشهيد تعرض لإصابة في نفس اليوم وكأنها كانت تقول استعد للشهادة أيها البطل, ونحن إذ يعز علينا فقده إلا إننا نغبطه لأنه ختم حياته بالشهادة وهي مرتبة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم, وعندما سمع زملاؤه المجاهدون خبر استشهاده قاموا بإلغاء أجازتهم والتحقوا فوراً, وهو ما زال يشكل لهم حافزاً معنوياً, وهم يرفضون التمتع بالإجازة وترك الساتر الأمامي, قد أضاف زميله المجاهد خالد المحنة: إننا نرغب في النصر أوالشهادة, فالشهادة بالنسبة لي فرصة ينبغي استثمارها كي يحشر المرء في ركب سيد الشهداء "عليه السلام" يقول أمير المؤمنين "عليه السلام": (الفرصة تمر مرّ السحاب), وخاصة أن الفتوى فسحت لنا درب الشهادة. وفي سياق متصل قام وفد من خدام الإمامين الجوادين "عليهما السلام" بزيارة عائلة الشهيد محمد, حيث نقل الوفد الزائر تعازي الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة المتمثلة بأمينها العام أ.د. جمال عبد الرسول الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة وجميع خَدَمَة العتبة المقدسة بهذا المصاب الجلل إلى ذويه وأن يلهمهم الصبر والسلوان.