العتبة الكاظمية المقدسة تستحدث ورشة لترميم وتجليد المصحف الشريف

القرآن حياة للقلوب ونور للبصر والبصيرة وحجة هداية بالغة على الناس أجمعين، بل هوهدى المؤمنين وزاد تقوى الزائرين في رحاب الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، فهناك أعداد كثيرة من المصاحف وكتب الأدعية والزيارات الموجودة في العتبة الكاظمية المقدسة قد تأثرت لطبيعة الظروف الجوية ولملامسة الأيدي المستمرة لصفحات الكتاب الشريف مما تعرض بعضها للتلف وأخرى تمزقت أغلفتها، من هنا أولت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة اهتمامها على استحداث ورشة لترميم وصيانة وإدامة وتجليد المصاحف الشريفة التابعة لوحدة مكتبة القرآن الكريم في العتبة المقدسة للعناية الكاملة بها وديمومتها وإعادتها في المكتبات المنتشرة داخل الصحن الشريف بصورة أبهى ليتسنى للجميع القراءة فيها مرة أخرى. وللتعرف على آلية العمل والأدوات المستخدمة كان لموقع العتبة لقاء مع الحاج همام عدنان مسؤول وحدة مكتبة القرآن الكريم ليتحدث عن عمليات الترميم التي يقوم بها الخدم في هذه الوحدة والمراحل التي تمر بها المصاحف الشريفة أثنائها قائلاً: هناك الكثير من المصاحف وكتب الأدعية والزيارات وبأحجام مختلفة تعرضت بمرور الزمن إلى التلف نتيجة كثرة الاستخدم أو سحبه من رف المكتبة بصورة خاطئة فقد بدأت تتزايد أعداد تلك المصاحف إلى حد ما، واستطاعت ملاكات وحدة القرآن الكريم في قسم خدمات العتبة المقدسة الخروج بنتائج وأفكار جديدة إذ قام الخادم وسام عباس بابتكار طريقة جديدة استطعنا أن نطورها بإنشاء ورشة متخصصة، وتصنيع جهاز يحتوي على أحجار خاصة للتنظيف إذ يقوم بترميم واجهات وجوانب المصاحف وتسمى هذه العملية بـ (التعريش) وحصلنا بفضل الله على نتائج إيجابية من خلال إدامة أعداد كبيرة وصلت إلى أكثر من (4000) نسخة، أما الحديث عن عمليات الصيانة فتمر بمراحل عدة تبدأ من إزالة الغلاف الخارجي وفصله عن المصحف بفكه من الكعب ونزع الخيوط القديمة، بعدها يتم معالجة أوراق الشبه تالفة، ثم تثبيت الأوراق أو ما تسمى بـ (الرزم المفككة) بمواد لاصقة تخاط يدويأ بأشرطة متينة لتقوية الكعب وتعرف هذه العملية بـ (الفرز والترتيب)، ثم تغرّى الرزم بعد الخياطة لاتمام البطانة الداخلية للكتاب من ورق خاص ذي سمك وقياس ملائم للغلاف والكتاب، بعدها يلصق بمادة نسيجية تسمى (الشاش) وطبقة من (ورق الكريب) ليقوي تماسك الرزم وفقاً لمقاساته، ثم يلصق يدوياً في أوله وآخره، ويعقب تلك المرحلة وضع غلاف المصحف الذي تم استيراد كمياته من بيروت بحجم يعرف بـ (الوزيري والرقعي) كمرحلة أولى وسيتم في وقت لاحق إنتاجه في العتبة المقدسة، ثم يلصق الغلاف بكعب الكتاب ويوضع داخل مكبس يدوي حتى يجف الغراء، وتختتم المراحل بوضع مادة لاصقة شفافة على واجهته لأجل المحافظة عليه ليكون جاهزاً بين أيدي الزائرين الكرام ونسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا هذا القليل ببركة الإمامين الجوادين "عليهما السلام".