انتهى زمن النجاح ليبدأ زمن التفوق

article image

ونحن مقبلون على عام دراسي جديد لابد لنا من الوقوف على بعض العقبات التي تواجه المسيرة التربوية وما كان يعانيه أبنائنا الطلبة في السنوات السابقة وكل منا يطرح ما يجول في خاطره من وجهات نظر بعض من يوعزها بضعف الأداء من قبل المؤسسة التربوية وإدارات المدارس ومنهم من يوكله على البيت والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الطالب, ولابد لنا أن ننتبه إلى أبنائنا وان نصنع منهم جيلاً ناجحاً لمستقبل واعد؟ لذلك فإن العملية التعليمية والتربوية لا تكتمل بطرف واحد أو جهة معينة بل هي سلسلة تبدأ من البيت والأسرة وتنتهي بإدارة المدرسة, أي إن الأسرة لا تنحصر مسؤوليتها فقط في توفير المأكل والمشرب والملبس والمسكن، ولكن يجب متابعة أبنائها في دروسهم وواجباتهم ولنعلمهم كيف تكون الحياة كِفاحاً وجهاداً، وعملاً ونجاحاً، و كيف يحفرون في الصخرة، ويزرعون في البر، ويسقون من عرقهم الزرع من أجل تحقيق منالهم وطموحاتهم, وهذا لا يأتي إلا بالإرادة والعزيمة الصلبة التي يمتلكها الطالب نفسه وتفاعله مع إدارة المدرسة ودور المدرسة في تواصلها مع ذوي الطلبة عوائلهم وفتح قنوات المتابعة والمراقبة للتعرف على مستواهم الدراسي, فلكل منا مسؤول بدءً من مدير المدرسة (ربَّان السفينة)، والذي يديرها كيفما يشاء، إن صَلُح صَلُحت أمور المدرسة كلّها, والمدير الكفء يكون قدوة في كل شيء ، فعله قبل قوله ، وهو يجمع خلاصة أفكاره وتجاربه ليقدمها لمدرسته ولطلابه, فهو بمثابة الأب الروحي لهذه المدرسة ، يسأل عن أحوال هذا المدرِّس وذاك التلميذ بقلب حنون عطوف ، يطبِّق العلاقات الإنسانية في معاملاته، وتتدفق بين جوانبه الحكمة والحنكة، والذكاء والأخلاق العالية الكريمة في كل تصرف من تصرفاته وكذلك المعلم المخلص الكفوء فهو الحجر الأساس للعملية التعليمية ، والمرتكز الذي يعول عليه تنفيذ المنهج المدرسي, ومن المهم أن يكون هذا المدرس قد أُعدَّ إعداداً جيداً لممارسة هذه المهنة، وهي رسالة الأنبياء ( عليهم السلام ) فيُبدع ويَبتكر ، ويحلِّل ويركِّب ، ويعمل بلا كَلَلٍ أو مَلَلٍ ، وواسع الاطلاع ، وخياله يعانق حدود السماء، بل لا حدود له, فيحلِّق مع طلابه في عالم الإبداع، دون أن تقف أمامه أي معوقات أو مبرِّرات، كضيق المبنى، أو النصاب الكامل، أو مستوى التلاميذ، وغير ذلك المشكلات الإدارية.
ووصف الشاعر المعلم في الشعر العربي قائلاً:
قم للمعلم وقفة تبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
ويجب أن يكون المعلم شغوفاً بالعلم وأهله ، وهو طالب علم لا يشبع، وكأنه شارب ماء البحر، كلما شرب ازداد عطشاً, بعبارة أخرى عندما تكون وزارة التربية والتعليم العقل المفكّر فإن المعلم هو العقل المنفذ.
ومن خلال هذا المنبر علينا مسؤولية إيصال رسالتنا الإنسانية للجميع وأن تتوحد وتتظافر الجهود لإنشاء جيلاً ناجحاً متفوقاً، يواصل مسيرة بناء عراقنا الجديد وأن تكون طموحاتنا وتفكيرنا دائماً بالتفوّق والتميز هذا ما دعانا إليه رسول الله(صلى الله عليه وآله): ( اللَّهُمَّ لا تُبقِنِي لِيومٍ لَم أزدَدْ فيهِ عِلماً ) .
والإمام الكاظم ( عليه السلام ) حين قال : ( مَنْ تساوَى يومَاه فهو مَغبُون ، ومَنْ كان أمسه أفضلُ مِن يَومِه فهو مَلعون ), فمن هذا الدروس يجب أن نرفع شعارنا انتهى زمن النجاح ليبدأ زمن التفوق.