التكفير فكر شارف على الفناء

article image

حالة غريبة وأفكار أغرب طرأت بصورة مباغتة على المجتمع والدين معا, نتيجة خروقات عدوانية صريحة من فئة بغيضة تحمل هيئة البشر وتتصرف كالوحوش في البرية, أي مزدوجة الشخصية ذات نزعة طائفية تحمل في طياتها أسوأ أنواع الفكر الدخيل وهو التكفيري الشرس, الغريب عن موسوعة الأديان السماوية .
وأصحاب هذا الفكر المقيت إنما يستندون إلى أرضية هشة تجلب لهم الطالع السيئ دوما, وهم أتباع سلطان الهوى الذي قلدهم الغباء والضلال من الشيطان, أي أتباع الصهيونية والأموية المعادية للدين الحر والتي حاربت وبشدة فكر ومذهب أهل البيت(عليهم السلام) منذ مئات السنين, والتي لم يهدأ لها خاطر في كف الأذى عن المسلمين وعن محاربة رموزهم ومقاماتهم الطاهرة, وأمثال هؤلاء قرروا ان يخلعوا عنهم قلنسوة الحكمة, وبردة الحياء, واستخدموا معول الضغينة والكراهية في هدم بنود السماء والتي تنص بحرمة بيوت الله في الأرض والتي لها خصوصية في القرآن كما في قوله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) , ولعل مراقد أئمة الطهر(عليهم السلام) في غرقد البقيع والمراقد الشريفة في جميع أمصار البلدان الإسلامية ومنها العتبات المقدسة في العراق, هي شواهد لتلك البيوت الكريمة, والتي كانت ومازالت موضع استهداف القوى الشريرة العدائية للدين, حيث تم استهداف قبر سبط النبوة الإمام الحسين(عليه السلام) في كربلاء مرات عديدة, وفي أزمنة متفاوتة, وما زالت المؤامرات تتواتر من هؤلاء وتتجسد بمواقف تقشعر منها الأبدان المؤمنة, وتستنكرها العقول الأبية, ومنها فتوى هدم القبور في البقيع عام 1344هـ من قبل شيوخ الفتنة, والتي تعد الأكثر عنفا وأذى على القلوب المؤمنة, حيث استهدفت أكثر من مرقد مقدس في آن واحد, وهي عاقبة لادعاءات وخرافات أحفاد بني أمية في تبرير هدم القبور, والتي استمرت إلى يومنا هذا, وتجسدت باعتداءات آثمة أخرى متواصلة, مثل تفجير قبة ومئذنتَي الإمامين العسكريين(عليهما السلام) في سامراء, وهدم قبر نبي الله يونس(عليه السلام) في الموصل, وكذلك الصحابي الجليل حجر بن عدي(رضي الله عنه) في الشام, ومراقد سيدات نساء العترة الهاشمية, السيدة سكينة في الشام, وحقيقية أن الفئة الباغية هي فئة مسيرة من أسيادهم اللعناء, وجعلت من خندق الظلام الملاذ الآمن الوحيد لفكرها المخالف لشرائع الله, والذي يبيح سفك الدماء الزكية المكرمة, ويحلل الحرام, وبلقلقة لسان واحدة يصدرها مارد شيطاني من الإنس فيسحر عقول المئات من الشباب المفسد في الأرض ويوجههم نحو مخططات لئيمة, لذا فأن الوعي مطلوب وضرورة الملاحقة والقضاء على فلولهم أمر لابد منه, ويتم ذلك بالخروج للجهاد الكفائي والنهوض بالأمة من جديد, وللتمهيد لشيوع ثقافة السلام واحترام المذاهب والمعتقدات الأخرى التي غيبت حاليا, ولكي يعود مفهوم المواطنة الصالحة إلى ساحة الإسلام والمسلمين بعد غياب مشهود, فهو اللبنة الأساسية في بناء أي مجتمع معاصر يحترم الإنسان, ولأن أبناء الرافدين هم الأكثر مطالبة بالوقوف وقفة رجل واحد في ساحات الوغى ضد عصابات الشر, إذن لتكن وقفتهم مصداقاً لقوله تعالى: ( وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) , ولأن سنن الله هي الثابتة في الكون ولا تتغير عبر الزمن ومهما حاول الأعداء العبث بها, فان قبور أئمة البقيع وأئمة الهدى الأطهار(عليهم السلام) هي الأخرى شامخة رغم تطاول أيادي أهل الطاغوت عليها بين الحين والآخر, وبإرادة الله وبسواعد الأحرار فان هذا الفكر البائس سيلفظ أنفاسه الأخيرة على يد رجال أرض السواد, وهي كما قال الشاعر:
قباب برغم العلى هُدمت وهيهات ثاراتها تذهـب
إلى م معاشر أهل الإبا يصول على الأسد الثـعلب
لئن صعب الأمر في دركها فترك الطلاّب بها أصعـب