العيد هو العود إلى الله تعالى بنفس طيبة طاهرة

article image

في هذه الصفحة نبين ما يتعلق بالعيد وما علاقة هذه المناسبة الإسلامية بحياة المسلمين ، إذ إننا نرى أن بعض أخوننا المؤمنين لا يعرفون المعنى الحقيقي لهذه المناسبة وأبعاد ذلك فنراهم ينتظرون انقضاء شهر رمضان انتظارا وما انتهى حتى يفهموا من عيدهم أنه الفرج والخلاص من تلك العبادة الشاقة التي فرضها الله تعالى عليهم في شهر رمضان ، فنرى بعضهم في أيام العيد من يفعل المنكرات ويمارسها وإذا عاتبته على ذلك يرد عليك بجواب ليس له علاقة بالخلق الإسلامي العظيم بل وتراه يشجع على تلك المنكرات من الذهاب إلى أماكن يعصى الله تعالى فيها أو اللعب بآلات اللهو والقمار والاستماع إلى الفجور والغناء بل ولعله يحضر تلك الأماكن التي فيها الرقص والغناء أو الذهاب إلى دور السينما التي تعرض في هذه الأيام بل والمعصية أدهى من ذلك أن يصطحب البعض زوجته وبناته وأولاده ، إلى غير ذلك من أنواع الصور الغير مرية في المجتمع الإسلامي فكل ذلك يدل على عدة أمور منه الانغماس في الشهوات واللذات والطاعة لتلك النفس الإمارة بالسوء ومنها الغرور بالمال والجاه من ذلك الداء العظيم وهو (الجهل ) ، فعلينا نحن المؤمنين أن نفهم حقيقة هذه المناسبة فأن العيد هو العود إلى الله تعالى بنفس طيبة طاهرة مطمئنة تطهرت من ذنوبها وإثمها بهذه الطاعة العظيمة ( الصوم ) التي طهرت الأبدان والأرواح والجوارح طهرت العين على النظر إلى المحرمات والمنكرات وطهرت الآذن عن الاستماع إلى الملاهي والمحرمات فطهرت اللسان عن ذلك وكل جارحه من الجوارح بل طهرت القلب من الرذائل والشهوات واطمأنت بذكر الله تعالى والدعاء وقراءة القرآن في هذا الشهر العظيم ، فبانتهاء هذه الطاعة يكون المؤمن قد غفر الله له كل ذنوبه وآثامه كما وعد بذلك وأعد له تلك الهدية العظيمة عند فطره وعد ( بالعيد ) إلى ساحة الله تعالى فلذا ترى المسلمين يقفون في عيدهم وهم متوحدون بصلاة تنجلي فيها كل آثار الوحدانية والطاعة والشكر الكل يقف وهو يشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة التي رافقه الله إياه لأداء تلك الطاعة المباركة ، فكلهم يرددون اللهم أدخلنا في كل خير أدخلت فيه محمدا وال محمد ( صلواتك عليه واله ) وأخرجنا من كل سوء أخرجت منه محمد واله فما أعظم هذه الدعوات الإنسانية الصادقة ، فالعيد إذا يوم شكر على التطهير من الذنوب لا يوم لهو ولعب والعود إلى المنكرات والشهوات المحرمة والعيد يوم عود النفس إلى فطرتها التي فطر الله الناس عليها والعيد يوم تكون النفس كما ولدت خالية من أي ذنب ومعصية والعيد فكيف سيكون يومنا هذا وكيف شكرنا لله تعالى :
( فذكر أن الذكرى تنفع المؤمنين ) .
وقياميه في لياليه وايامه وارزقنا خيره وخير ما فيه خير ما بعده واتحفنا بهديتك