مدلول الاحسان للزوجة

article image

فطر الله سبحانه وتعالى عباده على سنة التزويج, التي فيها وجه تكريم لكلا الجنسين الذكر والأنثى فحواء خلقت لأدم لتؤنسه, ولتكون معه ذرية يتفرع منها البشر بمختلف أصنافهم وأنسابهم, والآية المباركة من قوله تعالى: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) , ولا خلاف أن المرأة تخضع تحت مفهوم الوصاية الشرعية للزوج وفق القوامة الحسنة التي أقرها الله تعالى وخصه بها كحق من حقوقه وفق ما بينته الآية الكريمة من قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) , لذا يجب أن لا تتعدى تلك الوصاية حدود الإحسان للمرأة, بل تكون أساساً لتقارب الرؤى والأفكار وتحقيق الميول النفسي بين الزوجين بحيث يكون أحدهما مكملاً للآخر.
وديننا الإسلامي الكريم حرص من خلال وصايا نبيه المصطفى(صلى الله عليه وآله) وآل بيته الأطهار(عليهم السلام) أن يظهر للرجال أهمية احترام الزوجة كما في الحديث النبوي الشريف: (استوصوا بالنساء خيرا ومفعولا) , ومن أوجه الإحسان للزوجة:
الود مدخل التآلف
قال تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) , تعد الآية الكريمة هي خير شاهد يستدل به الأزواج في رسم أطار ملائم لنمط تعايشي أفضل فيما بينهما, فاتخاذ الود مدخلاً للتآلف ووسيلة للتقارب فيه محاسن عديدة وهو وفق المنظور الإسلامي الذي اظهر أبعاده النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) واله الأطهار(عليهم السلام) أساسا لسكن النفوس كما ورد في رسالة الحقوق للإمام السجاد(عليه السلام) الذي بيّن فيه ضرورة رفق الزوج بزوجته باعتبارها نعمة وهبها الله تعالى له : (وأما حق الزوجة، فأن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكونا وأنسا، فتعلم أن ذلك نعمة من الله عز وجل عليك، فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب، فإن لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك..) .

الإحسان بالقول
من دلائل أوجه الإحسان الذي تحظى به المرأة من زوجها هو قوله الحسن لها, مثلا يحبذ أن يقول: أنتي شريكة حياتي, ولكِ منزلة عظيمة لدي جعلك الله دوما معي في حياتي المستقبلية لأنكِ رفيقة دربي وسراج منزلي المضيء وغيرها من القول العبق الذي يزيد من تماسك الرباط المقدس, وهو يعد من حسن العلاقة الذي يكون مدعاة لحسن فعال الزوجة وتصرفها معه كما تحدث عنه إمامنا جعفر الصادق(عليه السلام) في قوله:(فداروهن على كل حال وأحسنوا لهن المقال لعلهن يحسن الفعال) , ومن المعلوم أن أخلاقيات المؤمن تبرز في جوانب عديدة من حياته وتعاملاته ومنها مع زوجته في إحسانه بالقول لها والذي يثاب به من بارئه كما ورد في الحديث النبوي الشريف:(أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا وخيركم لأهله) .
تقديم العون
أوصى الإمام علي (عليه السلام) في قوله: (ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف) , فالعون المادي هو وجه من إحسان الزوج وأعطاء حق من حقوقها, فضلاً عن العون بمشاركتها أعباء المنزل ومتطلبات الأبناء تلك التي لا تقوى على أدائها بمفردها, فكلها مدلولات على الإحسان وتبين مدى تقدير الزوج لزوجته, والمرأة مطالبة بأن تشاطره هي الأخرى ذلك الإحسان وتجازيه بعملها الحسن وخدمته هو وأبنائه وأعطاء حقوقه المشروعة التي سنّها له الإسلام.