استنهاض الهمم

article image

مقومات الخصوبة في أرضية أي امة هي مقدمات نحو خلق عالم نموذجي ترتع في ظله الأجيال, من خلال تضافر جهود أبنائه نحو خلق واقع لعيش كريم واستحضار الهمم في الذات للمضي في خططهم المستقبلية, أي بمعنى تعزيز كافة الإمكانيات والجهود و القوى, وتفعيل النظرة الواقعية تلك التي تجلب لأي أمريء الحظ الوافر, ورسم صورة الأفق المشرق وخلق الانطباع الجيد عن الحياة, باعتبارهما كفيلان ومحفزان نحو تقلد الشاب المسؤولية والشعور بأهمية اكتسابها, ولعل العمل المثمر هو من أهم تلك المكتسبات التي حَدَّث عنها الباري عز وجل وادخلها في دائرة العمل الصالح كما في قوله سبحانه: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) , فديننا الكريم أوصانا بجملة من الوصايا منها ما جاء في قول نبيه الأكرم (ص): (من كبرت همته عزه مرامه ) , إلاّ إننا ما نراه اليوم في أرضية الواقع الاجتماعي هو أن هناك شريحة من الشباب يعاني من فتور في الهمة, حيث ارتأى لذاته العزلة عن العمل والانجاز واتخذ من التسويف سبيلا له, وسعى بإرادته وقواه نحو اللهث خلف التسلية المتاحة عبر الوسائل الاليكترونية, فجعل من تلك الوسائل قرينا يشاطره ويبدد يومه, وما أسوأه من قرين هادم, حيث نجد فيه تحقيق لمآرب القوى المعادية للإسلام تلك التي تكرس جل طاقاتها نحو تدمير الشباب المسلم وتقييد فكره الوضاء, ولا خيار أمام الشباب الا بمواجهة تلك القوى ودحرها بصيانة النفس واستنهاض الهمم, والبحث عن سبل العمل وقرنها بالمعرفة لتخطي العقبات وعبور مرحلة الخمول البدني والذهني بامتياز, كما أوصى بذلك الإمام الباقر (عليه السلام) في قوله: ((لا يقبل عمل إلا بمعرفة, ولا معرفة إلا بعمل, ومن عرف دلته معرفته على العمل, ومن لم يعرف فلا عمل له)) , فمن تمام اليقين بالله هو المثابرة في الحياة من خلال العمل, وتقديم العطاء ورجاؤه جل وعلا فهو المعول عليه في الشدة والرخاء.