صور الفكر الجهادي عند الإمام الكاظم (عليه السلام)

article image

برز من بني البشر عالما فقيها عرف بالعبد الصالح الذي عم البرية بنوره الفكري والعقائدي ورأيه السديد المستنبط من أحكام القران وأقوال جده النبي(صلى اللع عليه وآله), أهالته لقيادة الحركة النهضوية الفكرية المحمدية, فهو من عترة طيبة وضع فيهم الباري سر إعجازه الكوني ونقاهم من الذنوب والآثام وخصهم بالعصمة الكبرى, ليصبحوا قمما شاخصة تمثل الإسلام بقيمه الرائعة, وإمامنا الكاظم(عليه السلام) هو احد أولئك الثقاة من الذين ازدانت السماء لنور عقولهم النيرة , والتي أصبحت دعامة للفكر المنطقي الإسلامي الواعي المعبر عن جوهر الإسلام الأصيل, ونحن عندما ندرس مدرسته من خلال الذين تعلّموا منه ورووا عنه، فإنَّنا نجد ها زاخرة بالعلوم المعرفية، وهي لم تكن مدرسةً مذهبيّةً تقتصر على أتباعه الملتزمين بإمامته فحسب، بل كان مرجعاً لجميع الناس باختلاف توجهاتهم الدينية والمذهبية العقائدية.
وباعتبار إمامنا الكاظم (عليه السلام) رائداً للنهضة الإسلامية الداعية الى أتباع منهج الإمامة، فانه(ع) قام برصد الأفكار المخالفة لمنهج الحق الإلهي, وحلل سلبيات العمل ودعا إلى تعميق الخط الرسالي, وإبعاد ه عن اي فكر منحرف يختلف عن تلك النهضة القويمة، فبرزت جهوده واضحة للعيان في مواجهة كلَّ التيارات الجديدة المنحرفة التي حاولت فرض نفسها على الواقع الإسلاميّ الصريح وأبعاده عن الخط المستقيم، حيث ظهر سلام الله عليه بفكره النقيّ الصافي الذي نهله عن آبائه الأكرمين (عليه السلام) عن جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن جبرائيل عن الله تعالى, وان مواقفه الموحدة تبين انه الناصح الأمين للرسالة الأمامية, وانه كثيرا ما كان يدعو أصحابه إلى التفقه في الدين، ومعرفة الأحكام الشرعية في قوله:( تفقهوا في دين الله، فإن الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة، والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا، وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقه في دينه لم يرضً الله له عملاً) .
ظهرت شخصيّة الإمام (عليه السلام) الجليلة من خلال منهجية الطابع العام للمسيرة الإيمانية الحياتية، التي أصبحت نبراسا للشخصيّة الجهادية، فخصائصه الإيمانية انبعثت من عمق المضمون النبوي الأمامي الذي يستند إلى الأيمان بالله تعالى, والعصمة من الأخطاء والذنوب كمنطلق أساسي, عاصر إمامنا أبو الحسن(عليه السلام) الكثير من الحركات والتيارات المنادية للحرية والعدالة الإسلامية من أبرزها ثورة الحسين بن علي الخير(رضي اله عنه) حفيد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)التي قادها مع ثوار عظماء وأحرار وأبطال ميامين رسموا لنا صورة نبيلة عن الشجاعة وتحدوا فيها حكام الجور والظلام أمثال الهادي العباسي الذي جار في حكمه واستبد, فمباركة إمامنا التقي(عليه السلام) لهذه الثورة العظيمة رغم عدم مشاركته فيها دليل على رفضه للظلم , فسأل حفيد المجتبى(رض) و قائد الثورة عن ثورته فأجابهم قائلا : (ما خرجنا حتّى شاورنا أهل بيتنا, وشاورنا موسى بن جعفر فأمرنا بالخروج) .