رايات ودعوات

article image

لطالما كان دعاة الحق والإصلاح لهم منهاج يعملون على أساسه، وهذا المنهاج يستمد قوته من باعثها ومؤيدها بتأييده عز وجل، فكان لهذا المنهاج أعداء وخصماء على مرِّ الدهور والعصور، وهذا مما لا شك فيه لكل ذي لبٍ سليم، لكن الملفت للانتباه أن دعوات الضلال والإفساد اتخذت منهجا وطريقاً جديداً في معاداتها لأهل الحق والحقيقة، فبعد أن كانت طرق دعواهم إلى الانحراف تعتمد اعتماداً مباشراً على المواجهة المباشرة وصلت في بعض الأحيان إلى القتل وسفك الدماء، إلا أن الطغاة وأعداء الحق فطنوا إلى أن هذهِ المواجهات المباشرة ترسخ العقيدة وتبث في النفوس روح التحدي والمواجهة وتسهم في تكثير أتباع الحق، واليوم نعيش زمناً في مواجهة أهل الحق وأنصاره بلباس جديد ألا وهو الاندساس بين صفوف المجتمع والتقمص بقميص الإصلاح والدفاع عن حقوق الإنسان، ونقد كل ما يسيء إلى سلب الحريات، أما الباطن في تلك الدعاوى فهي تصب اهتمامها إلى معاداة الحق والدين وتشويه تلك الشرائع النورانية، فبعضهم يصفها بالتخلف والرجعية ورفض الانصياع لأوامر الشريعة بحجة أن الإنسان حُرٌّ في فكره وعقلهِ ولا بد أن لا يكون أسيراً لأحد مهما كان وضعه أو منزلته، فهي دعوة إلى التمرد على كل شيء يوصف بالمقدس، ثم تطورت هذه الدعوات الباطلة في إطلاقها باتخاذ منحى جديد، ألا وهو التلبس بلباس الدين أولا،ً ثم التشظي إلى أفكار منحرفة صبغتها العامة هي صبغة الشرع والدين، وهنا ازداد الخطر المحدق بأمتنا وخاصة بطبقة الشباب لأنهم العمود الفقري والسند الرافد للأمة، فالواجب علينا اليوم أن نكون أكثر حرصاً ووعياً لتلك الدعاوى ورايات الضلال، ووضع الحلول السريعة لمعالجة الانحرافات، والرد على شبهاتها، والوقوف وقفة حقيقية لصد الهجمات المدسوسة، التي قد تنطلي على كثير من أبناء مجتمعنا، ويسقط فيها، ولعل من أهم الأمور التي تسهم في الحد منها استخدام سلاح الإعلام الذي أصبح اليوم أقوى من باقي الأسلحة إذاً هي دعوة حقيقية للوقوف بكل جدية بوجه هذهِ الغزوات، وهي مسؤولية كبيرة، يجب على جميع المؤسسات التربوية القيام بها للحفاظ على شبابنا وأبنائنا، الذين نأمل فيهم أن يكونوا بناة للبلد.