الواهمون

جالس متأملاً الأرضَ منتظراً زرعه الموعود حتى يجني ثمارَ صبره.
لم يحرث...لم يبذر..لم يسق.
إنك من الواهمين.
راقد على سريره في المستشفى، وعيناه على باب الدخول لا تفارقه منتظرٌ دخول أولاده عليه.
لم يرحم ...لم يبر...لم يربِّ..
إنك كبير الواهمين.
مات وهو مشتاق لرؤية الرسول في الجنة والجلوس معه، والأكل على مائدة عرضها السموات والأرض.
لم يؤمن بالرحمة..لم يتدبر في دين الله..لم يفكر بالأرامل والأيتام قبل تفجير نفسه وسط الزحام.
إنك لست من الواهمين بل أنت آية الواهمين.
كثير هم الواهمون
قليل هم مَن يعقلون
ليت الوهم كان بضاعة تباع في أسواق الحالمين، لكنّا الآن من الأغنياء الصاعدين، متى يصحو العقل من رقاده الطويل ليتفاجأ بان الناس استبدلته بالشهوات والميول.
دعوا الوهم جانبا أيها الراقدون، واعملوا بالتعقل أولا ثم آمنوا، فالإيمان بلا عقل( سفينة بلا شراع)أو (شمس بلا شعاع) أو(حرب بلا قِراع).