خير ما يسأل الرجال

كثيرة هي الأدلة الإسلامية التي تظهر فضل سؤال المؤمن لله عز وجل طلبا للحظوة ونيل ما يتمناه, وباعتبار الدعاء أنجع الوسائل في التقرب إليه عز وجل فهو الذي قال لعباده: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ), وقد لاحظنا وعلى مدار العامين في العراق ومنذ انطلاق فتوى الجهاد الكفائي الذي أعلنته المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف والمتمثلة بسماحة أية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله الوارف) أن الكثير من رجال العراق الغيارى أصبح جل ابتهالهم إحراز النصر أو تقلد الشهادة, وهذه الدعوة الكريمة تحققت للبعض منهم ممن نال شرف القتال في صفوف الحشد الشعبي المجاهد, أي عند خوضهم غمار الحرب القتالية ضد المارقين عن الدين من الدواعش اللعناء, وبهدف تحرير المدن المغتصبة من هؤلاء, ولان الإسلام حريص على ارتباط المؤمن بربه وهذا ما بينه على لسان نبينه الأكرم(صلى الله عليه وآله) الذي بين فضل سؤال الرجل ربه في كل حين إذا ما اقترن بطلب الشهادة إذ روي:( إن النبي(صلى الله عليه وآله) رأى رجلا يدعو ويقول: اللهم أني أسالك خير ما تسأل, فأعطني أفضل ما تعطي, فقال(صلى الله عليه وآله): (إن استجيب لك أهريق دمك في سبيل الله), وأظهر فضل الدعاء أئمة أهل بيت النبوة الكرام (عليهم السلام) إذ روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قوله:( ثلاثة دعوتهم مستجابة أحدهم الغازي في سبيل اللَّه فانظروا كيف تخلفونه) , وكما أن دعوة الرجل الجهادي وغيره من المؤمنين أيضا نراها مشروطة بثوابت دينية عديدة منها نقاء السريرة وارتباط غاية القتال بمرضاة الله والسير في سبيله الحق وهو الجهاد, و ملازمة النية القلبية بعطاء العمل الجهادي بأبعاده الإنسانية الكثيرة, و منها السعي في قضاء حاجات الناس وتحقيق الأمن والسلام في موطنهم, ورد المهجرين منهم إلى ديارهم, وهناك شواهد كثيرة في المرويات تبين أهمية الدعاء و منذ زمن المصطفى(صلى الله عليه وآله) إذ اتخذه المسلمون سبيلا لتحقيق النصر فكانوا ينشدون ويرجزون مبتهلين في الآفاق كما حصل في حرب الخندق:


اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينـا
فأنزلنّ سكينـة عليـــنـا وثبت الأقدام إن لاقينـا
وقد ورد عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) حثه المتواصل على الاكثار من الدعاء في حالات السلم والحرب واتخاذه سلاحاً فتاكا ضد الأعداء, هذا ما بينه(صلى الله عليه وآله) بقوله: (ما من شئ أكرم على الله تعالى من الدعاء) .