قلب طفلك قرطاس أبيض

article image

عندما نرى الصفحة البيضاء في أي قرطاس, يتباذر إلى ذهنيتنا طريقة إملائه بكتابة واضحة وناجحة للحصول على نتيجة جيدة ومرضية, وطفلك عزيزتي المؤمنة حاله يشبه ذلك القرطاس من حيث نقاء أفكاره وخلوها من السيئات وهو يحتاج إلى إملائك بصورة تخدم دينك الإسلامي وموطنك الكريم.
وأئمة أهل بيت النبوة الكرام(عليهم السلام) أظهروا لنا في أقوالهم وذلك منهم الإمام (علي بن أبي طالبالذي أوصى ابنه الحسن)(عليهما السلام) قائلاً: (إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شئ قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك) , فالمعروف عن قلب الطفل انه أبيض ناصع ليس فيه شوائب, ولكن المحيط الاجتماعي اذا ما كان سيئا و الذي يتولى تنشئته, يغير من ذلك اللون الناصع بمرور الزمن إلى داكن, ونرى انه يصبح مليء بالرسوم المختلفة بالتوجهات التي تحدد مستقلبه السلوكي والذي يقترن بنجاحه في هذه الحياة وعلى كافة الأصعدة, لذا فالأبوان الغافلان عن دورهم الإيجابي في رسم شخوص أبنائهم بالصورة المثلى, ستكون لديهم وقفة بين يدي الباري, والآية الكريمة من قوله سبحانه: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) , تظهر ان هناك وقفة للسؤال عن الاعمال, وباعتبار أن الأبناء جزء مهم من حياة الأبوين, وان الأم صاحبة الحظ الأوفر في التنشئة لأنها قريبة منهم , لذلك يتحتم عليها أن تفتح أفاق النظرة الشمولية في جميع جوانب حياتهم ولا تغفل عن اي جانب منه, وتكون نظرتها من صميم قيم الدين وسلوكياته الرفيعة الحسنة وتصبح ضمن اطر التعامل معهم, ليصبح لديهم رؤية واضحة تساهم في مواكبة أي متغيرات ومواجهة الصعوبات في المستقبل القريب, فالبعض من الأمهات يظهرن في سلوكياتهن الرياء, أو يقمن بإيذاء الجارة بالقول, ويغفلن عن حقيقة صريحة أن الطفل الصغير يستمع إلى قولهن وأفعالهن, وانه سيكون متطبعا بهذا السلوك الخاطئ في المستقبل, أي عندما يصبح في عمر رياض الأطفال أو المدرسة أي عند تعامله مع رفقائه, ولان الأم هي صاحبة الدَّور المحوري في التربية الأُسرية، فلذلك وصفها الشاعر معروف الرصافي قائلاً:
وأخلاق الوليد تقاس حسنا بأخلاق النساء الوالدات
لذلك وجب على كل مؤمنة أن تكون بوصلة لأبنائها تدلهم إلى الطريق القويم الذي فيه خيرهم الدنيوي والأخروي.