الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بطلبة وأساتذة مدرسة الإمامين الجوادين "عليهما السلام" الدينية

احتفت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بتكريم الأساتذة والطلبة المتفوقين في المراحل الدراسية الخمس لمدرسة الإمامين الجوادين "عليهما السلام" الدينية للدراسات الحوزوية وهي تبدأ موسمها الدراسي العاشر وتصل إلى عقدها الأول، والذي يشرف عليها مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف"، في حفل شهده مقر المدرسة في رحاب الصحن الكاظمي الشريف تحت شعار: (ندى الكاظمين "عليهما السلام" يَمْرُجُ في يَم النجف الأشرف)، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري، وعددٍ من أعضاء مجلس إدارته الموقر، وممثلية المرجعية الدينية العُليا كل من سماحة الشيخ حسين آل ياسين، وسماحة السيد محمد آل يحيى، وكوكبة من السادة الأجلاء والشيوخ الفضلاء من أساتذة الحوزة العلمية وطلبتها.

استهل الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين الحاج همام عدنان، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام جاء فيها قائلاً: (من دواعي الفخر والسرور أن نرحب بكم جميعا في هذه الرحاب الطاهرة ونلتقي معكم على مائدة العلم والعلماء لنحتفي ببدء الموسم الدراسي العاشر لمدرسة الإمامين الجوادين "عليهما السلام" الدينية للدراسات الحوزوية، كما نحتفي بتكريم كوكبة من طلبتها المتفوقين زادهم الله علما وشرفا.

وأوضح: إن بركة الإمام موسى بن جعفر الكاظم والإمام محمد بن علي الجواد "عليهما السلام" لا بد أن تضفي على المدينة ألطافا ملكوتية ونفحات قدسية ولا بد أن يكون لهما أثر.. لذلك صارت العتبة الكاظمية المقدسة منبعا لنشر العلم والثقافة الإسلامية وحاضرة للفكر والمعرفة ومشعلاً للهداية تنير دروب سالكي مدرسة أهل البيت "عليهم السلام"، من خلال هذا الصرح الديني الحوزوي الذي جاور المرقدين الطاهرين منذ جمادى الأولى سنة 1435هـ  تحت عنوان مدرسة الجوادين "عليهما السلام" الدينية بإشراف مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" لإداء الدور الرسالي الرصين من مدينة الإمامين "عليهما السلام" وإيصال التعاليم السماوية وأهداف المدرسة المحمدية وإحياء تراثها العلمي إلى المجتمع الإنساني، وبناء الإنسان المسلم فكرياً وعقائدياً وتربوياً وأخلاقياً، لتحتضن أبناءنا الأعزاء، ليكونوا غدا دعاةً في توعية المجتمع نحو الخير والصلاح، ونشر الفضيلة والفقه والأخلاق، والوقوف أمام الغزو الثقافي الذي يحاول أعداؤنا أن ينشروه بينَ شرائح المجتمع والعمل معا للحفاظ على تأريخ هذه المدينة المقدسة المشرّف والتي كانت في مراحل متعددةٍ من تأريخها وعاءً للعلم والعلماء والمجاهدين، وقبلة لأهل العلم وطلبة العلوم الدينية.. إذ أن الحوزة العلمية في الكاظمية المقدسة لها عمق تاريخي وامتداد لقرون عدة، فهي مدينة علمية وحاضرة إسلامية.

وأضاف: أن طريق العلم والمعرفة طريق مهم وغايته أهم وأعظم، فمجتمعنا محتاج إلى علماء ومرشدين ومبلغين ومصلحين خاصة ونحن نعيش في زمن الفتن والادعاءات الكاذبة وتحريف العقائد والتشكيك بالدين وتضييع الأخلاق وما شابه ذلك وبكل الوسائل الممكنة المقروءة والسمعية والمرئية وشبكات التواصل الاجتماعي لنشر الجهل المغلف بالحداثة المعاصرة والعودة إلى ظلمات الغيّ والضلال.. ولا يخفى عليكم  أن أيتام آل محمد "صلى الله عليه وآله" أشد من يُتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه).

أعقبتها كلمة المشرف العام على مدرسة الجوادين "عليهما السلام" الدينية سماحة السيد محمد آل يحيى بيّن خلالها أهمية مدرسة الجوادين "عليهما السلام" وهي اليوم تقطف ثمار نتاجها العلمي وتفخر بطلبتها، كما أشار إلى مسيرتها التي مرّت على تأسيسها عشر سنوات ، حيث أصبحت حاضرة للفكر والمعرفة، فضلاً عن دورها الكبير في أداء رسالتها الإنسانية وهدفها في الحفاظ على الهوية الإسلامية، وتطلعاتها ومنهجها العلمي والذي تسعى من خلاله نشر الفضيلة وبناء الإنسان المُسلم ورعاية طلبتها وتأهيلهم ليكونوا دعاة في توعية المجتمع نحو الخير والصلاح.

واختتم الحفل بتكريم أساتذة مدرسة الجوادين "عليهما السلام" وطلبتها المتفوقين تثمينا لجهودهم وتميزهم في مراحلهم الدراسية، وتقديم الهدايا لهم متمنين لهم دوام التوفيق والسداد في نشر علوم آل محمد "عليهم السلام".